الثلاثاء، 26 أبريل 2011

جنات حب الله

جنات حب الله
ان الانسان يتوق الى حب الله سبحانه و تعالى يمر اليوم خلف اليوم ينصرم العام تلو العام و حب الله يزيد فى قلب الانسان لحظة بعد لحظة ليتحول هذا الانسان الى حدائق الورد فى روحه بطاقته المهولة على حب الله . يسير قطار العمر قاطعا اشواطا فى اراضى الحب و المراقبة و التوبة و التوكل على الله و حسن الظن به سبحانه و اثناء تطور الزمن يتحول هذا الحب الى درجة الاحسان حتى لكأن هذا الانسان يرى الله و هو يسير على الارض ليستحق بذلك رؤيته فى جنات هناك تجرى من تحتها الانهار .  كل هذا الحب و الاحسان فى خبيئة القلب فى قدس الاقداس فى الحجرة السرية انه خفقان الياقوتة الحمراء. انسان كهذا هل تستغرب ان يسافر قلبه الى الاخرة؟ هل تستغرب حين يصبح ابنا بارا من ابنائها ؟ لقد صارت الآخرة اما له و هى نعم الام و صار هو ابنا بارا لها يطلب جنتها جنة الرؤيا و يخشى عذابها عذاب الحجب. بمجرد ان تستيقظ اعين الانسان الذى هو خليفة يدرك مدى اهمية ما يفعله لنفسه و لمن حوله فالرب مستغنى و الخليفة مفتقر ، فالرب جميل و الخليفة منتظر لأن يفيض الله عليه بجمال قدسى ، فالرب بصير و الخليفة يجول فى حدائق المعرفة لا فى اماكن المعصية ، و الرب غني و الخليفة قرر ان يختار ربه فى كل لحظة من لحظات حياته . حينها يكون هذا الانسان الخليفة او الخليفة الانسان هو الأروع و الأجمل و الأبهى . يشعر حينها ان كل صور الجمال يحتفظ بها فى داخلة يستدعيها متى شاء و كيف يشاء فصور الجمال كلها حاضرة فى داخله أضفاها عليه ربه سبحانه و تعالى.  توجه الخليفة بقلبه الى ربه فوجد الله غفورا رحيما عليما حكيما حليما عظيما قادرا قديرا مقتدرا جميلا . رضى الخليفة عن ربه فرضى الله عنه ، عاد الخليفة تائبا ففرح الله به ، ذكر الخليفة ربه فذكره الله فى الملأ الاعلى و تباهى به. ضرب الخليفة بجذوره فى عمق الحياة حين قرر ان يعبد الله كأنه يراه  فطرح الخليفة حدائق و بساتين حدائق معرفة و بساتين فرح و شوق و حنين الى ربه و نصيره. تحولت حياته حينها الى حياة مقدسة لحظات حياته صارت ثرية يسمع صدى قلبه يتردد هناك عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى عرج الى الله بقلبه فصار القلب اليه هو الآية الكبرى . شعر الخليفة كأنه هو الخليفة الوحيد - بالرغم من كثرة الخلفاء - المطلوب منه خدمة سيده الغنى عنه .
و حينها ايضا تذكر الخليفة اياما بعد فيها عن ربه فكان كوردة مليئة بالاشواك مقطعة الاوراق، انسانا بلا روح ، فاكهة بلا سكر بل بطعم الحنظل ، صدفة بلا لؤلؤة ، جنين ميت لم تكتب له الحياة . و هكذا تمر الايام على الخليفة الانسان او الانسان الخليفة يستغرق فى باطنه الطاهر حتى يشف ، يذوب فى صميم الكون يستنجد دوما بقواه الروحية الكامنة و الجسدية المستعلية التى اودعها الله فيه التى تجعل الحجر ينطق و الجماد يتحرك يستشعر دوما بأنس الوجود ، الكون فى عينيه صار نغمة واحدة         و صوت واحد يقول لا اله الا الله .

هناك تعليقان (2):

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. جزاكم الله خيرا ياأبا يحيي
    نهنئ أنفسنا بمولد قيثارة ربانية تعزف أنغاما نورية مقتبسة من الألحان السماوية،كذا الأرض الطيبة كما قال الله عزوجل {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } [الأعراف: 58]،فكن أنت هذا النبتة الكريمة زرعت في البلدة الطيبة فأخرجت لنا طيب الثمار وأطايب الكلام لأنه يصدر عن معية الله ومشاهدة آثاره أسمائه وصفاته في كونه وأمره،فجزاك الله خيرا

    ردحذف